Tuesday, December 5, 2006

كتاب و بضع كلمات وداع على ورق و اغنية

لماذا التقينا ... لماذا استسلمت لنظرات عينيك ..... انه قدر ان نلتقى غريبين فى بلد غريبة .... تركت اهلى و اصدقائى و بلدى لأول مرة للقيام بمهمة عمل لمدة اربع ايام ...منذ ان وصلت الى هذه البلد و انا اشعر بالغربة و الحنين الى بلدى ... حتى اننى عندما كنت انظر فى المرأة كنت اشعر ان ملامح وجهى تبدلت و صارت اكثر قسوة .
كنت احاول جاهدة الا استسلم لمشاعر الرهبة التى تملكتنى و بدأت اتجول بعينى باحثة عن اى شئ يخفف من حدة الموقف على نفسى ...رأيتك هناك فى المقعد المقابل لى ... و التقيت عيناى بعينيك للمرة الأولى ... و رأيت تلك النظرة التى اخترقت قلبى و هزته بعنف ...نظرة قوية واثقة صادقة.
نظرة مختلفة ..غريبة لم استطيع ان افهم معناها .... فتركت عينيك و تجاهلت نداءها الحانى ....و مع الوقت تعرفت على جميع المشاركين من البلدان العربية الأخرى ما عدا انت ... او لأكون دقيقة هم الذين تعرفوا على فلم يكن عندى الجرأة الكافية للبدئ بالخطوة الأولى ... و انتهى يومى الأول و لكنى مازلت اشعر بالرهبة و الغربة و الحنين الى الوطن ... لدرجة اننى كنت اشعر بالبرد و درجة الحرارة 33. .
و فى صباح اليوم التالى بعد مكالمة تليفونية طويلة مع امى و عدد لا بأس به من رسائل الأصدقاء ... بدأت اشعر بالأطمئنان.
حاولت كثيراً ان اتجنب نداء عينيك الراجى الحانى ...حتى كان حديثنا الأول الذى امتد لثلاث ساعات متصلة ... لم اشعر فيهم بالوقت... تحدثنا عن كل شئ و كم كان مدهش تقاربنا فى كل شئ ... نفس الظروف العائلية ... نفس المشاكل ... الإهتمامات ... حتى نوع الأكل المفضل .
كم كنت صريحاً ... واضحاً .... لا ادرى كيف نسيت احساسى بالغربة ... كان حديثك ممتعاًً .... طول عمرى و انا اخشى من يفهمنى ... قالت لى صديقة فيما سبق " من يفهمك .. يملكك " ... و انت فهمتنى ... عرضت على صداقتك فى وقت لا احسد عليه ... وحيدة ... غريبة ... وسط مجموعة عمل تكبرنى سناً بكثير.
قلت لى احبك ... بعينيك ... و بلسانك ..... و بقلمك ... قلتها صادقة نابعة من قلبك و اخبرتنى ان للحب عدة مراتب و ان حبك لى مازال فى المرتبة الأولى ... كنت تعرف انى سأقول لك ان الحب لا يأتى فى يومين ...بررت لى قبل ان اسألك .. كنت تعرف ما سأقوله قبل ان أقوله .
انى عاجزة عن التعبير عن شعورى وقتها ....احسست بأن قلبى يستسلم ... و يتخلى عن كل اسلحته طوعاًً ... و يدخل الأسر بنفسه ... لا ادرى كيف تناسيت الحواجز التى تقف بيننا ... كيف تناسيت الحدود الإقليمية .. و كيف تجدد كرهى الدفين للجغرافيا ... و لا ادرى من اين اتت الى فكرة ازالة الحدود بين الدول العربية و ان تصبح جميعها دولة واحدة .
كيف تجاهلت جملتى الشهيرة "يا مصرى يا بلاش " ... اين ذهب موقفى من زواج الأجانب ... و محاضراتى عن مصير الأطفال ... لا اعلم كيف سمحت لقلبى ان يرتكب هذا الجرم ... نعم حبيبى حبى لك يعتبر جرم... فى حق قلبى الذى مزقته طوعاً بيدى ... انا معترفه بجرمى و مستعدة لنيل عقابى .
لقد رأيت احلامى تتجسد امامى فكيف ارفضها ...كل ما تمنيته وجدته فيك ... الشاعر الرومانسى الجرئ الصادق و لكنى لم ادرك انك تفتقد اهم الصفات ... ان تكون مصرى .
لقد ادركت قسوة ما فعلته بنفسى يوم الفراق ... يوم وقفت انظر اليك و انت ترحل عائداً الى وطنك ... تاركاً لى بضع كلمات وداع على ورق .... هذا كل ما تبقى لى منك .. على وعد بلقاء قريب ربما بعد سنة .
بكيت ... من قلبى حزناً على حب حقيقى اعلم انه سيظل يمزق قلبى الى الأبد ... و مازلت ابكى ... و سأظل ابكى.
عدت الى بلدى ..لكنى عدت بدون قلبى ... عدت دونى روحى ... تركتهم معك .. لا اعرف هل احتفظت بهم ام تركتهم فى تلك البلد القاسية .
لأول مرة اشعر انى غريبة فى بلدى ... اشعر انى ينقصنى شئ ... ينقصنى انت ... لم يتبقى لى منك سوى .. كتاب اهديته لى ... و بضع كلمات وداع على ورق ... و اغنية ارسلتها لى ... لا ادرى كيف وجدتها منطبقة علينا الى هذا الحد ... و رسائل على الهاتف تؤكد فيها على وجود ما يجمعنا .
حبيبى ... لم اكن اعلم انى ضعيفة الى هذا الحد .... احتاج الى من يساعدنى على ان اتخطى هذه المرحلة ... فأنت بعيد و هذه حقيقة مؤكدة ... احبك و هذا قدر قاسى .. و لكنى يجب ان استكمل حياتى ... يجب ان اجد نفسى من جديد ... يجب ان ابحث عن روحى .
ارسلت لى رسالة تقول لى فيها ... حاولى ان تتأقلمى على الوضع ... كيف عرفت انى لا استطيع ان اتأقلم ... هل لهذه الدرجة تشعر بى ... افتقدك ... كم اشتاق الى حديث طويل معك ... كم اشتاق الى تعليقاتك على كلامى .. و فرحة عينيك .
اشعر بك ...تحاول ان تقسى على نفسك و على ..تدرك جيداًَ صعوبة الوضع ... حبيبى انا متفهمة جداً المأزق التى وضعت نفسى فيه ..لكنى احتاج بعض الوقت للتأقلم ... ارجوك تحملنى ... فقلبى اضعف مما كنت اتخيل .
حياتى كلها اصبحت تدور فى فلكك ... كلامى يبدأ باسمك ... احلامى تنتهى دائماَ بصورتك ... اذنى ما عادت تسمع سوى اغنيتك ... ما عادت تستهوينى سوى كلامتك .... امضى نهارى كله ما بين الهاتف و الكمبيوتر فى انتظار رسالة او بريد اليكترونى منك ... و انام اليل كله على امل ان تزورنى فى الحلم .
اصبحت احيا وحيدة فى وسط البشر ... اعيش مع ذكرى ملكتنى ... اسرتنى ... احاول المقاومة لكن محاولاتى فاشلة فاشلة ... لا احد يساعدنى حتى قلبى تأمر ضدى ..تعبت و خارت قواى .
احبك ... و لكنى لا اعلم هل يكفى كتاب و بضع كلمات وداع على ورق و اغنية لأستمرار هذا الحب .

1 comment:

cast2way said...

ليت لكل من احب فى الدنيا كتاب وبضع كلمات

تذكرى لو لم يتم هذا الامر وعاد بك الزمن الى الوراء هل تتمنين حدوثه؟

وحدوثه يعنى اظهار حالة الحب التى انتى عليها

اجيبى. ولو على نفسك

والسلام